ذكري و امل

كلما أوشكت أن أزداد في حبك ألفيت صــدودا
وهوى نجم سـمائي باضطراب وهو قد كان بعيدا
كنت أرجو منك وصلا باشتياق ، كيف ضعت اليوم منى ؟
وفؤادي فيك محتار ! ومن يقضي العهودا
ياغزالي كنت أرجو من هواك بوصال
ودموعي نازلات وفؤادي باشتعال
وطموحي وأماني التي تشغل بالي
أملي كنت وكان الحب يرعانا ولايبعد عنا
كنت لي مستقبلا حيث الهوى غض ولا يهرب منا
نشرب الكأس ونسقي الدهر والأيام أشواقا عذابا
لا تقل ضاعت أمانينا؟ نحن ضعنا
حبنا دنيا جميلة عيشها سهل المنال
نقطف الأزهار فيها ونغني لليالي
أين صارت كيف أمست فهي لاتبرح بالي
قد غدا الوصل بها حلما كأطياف الليالي
كنت تعطيني وأعطيك الذي تطلب مني في سخاء
كنت ظلي وعيوني وحياتي وصباحي ومسائي
وأنيسي ونديمي ومدامي ، كنت كأسي وشرابي
ومنى عقلي وقلبي ، كنت دائي ودوائي
كان ذاك الحب يوما في الهوى أجمل ذكرى
كان وصلا وصدودا كان بردا كان جمرا
نرشف الريق ونسقي الدهر والأيام خمرا
ونحيل الليل أقداحا فلانسأل فجرا
لا تقولي إنني خنت عهدي فالهوى يقضي بذاكا
وصروف الدهر تأبى أو تخلي بين أكباد المحبين شراكا
وأنا أصرخ !!! حبي إن قلبي قــد رعاكا
أنت لي فجر ضياء وظلام مدلهم
هؤلاء العاشقون لهواهم قد أتموا
وأنا كنت وحدي أغريبا لايهم
كل صب مستهم لطريقي سيؤم
أو يقضي العمر ولهانا بحب لا يبالي في هواه
سوف يبكي مطلع الشمس وندري من دموع في ضحاه
كلما فكر فيها زاد من شوق بكاه

أنا بالحب ولوع ومنى قلبي شجون
سحرتني بهواها قتلتني والعيون
بسهام اللحظ مالت وفؤادي يستكين
خلني في الحب أمضي كل شيء سيهون
وإذا ما مت فابكي واحفظي العهد الذي كنا عقدناه
وضعي حفنة ترب في عيوني ثم قولي دفناه
وامسحي رأسي بكف ناعم مثل الحرير فأعود
لحياتي ثم أقضي ضمن قبري في حشاه
فوداعا يامنى قلبي ويا مهجة روحي
إن أكن أنأى بجسمي ما أنا ناء بروحي
فاسكبي الدمع جهارا وبسري لاتبوحي
وازرعي شوك الأماني فوق أحجار ضريحي

صار ذاك الحب في الأيام ذكرانا الأليمة
نبعث الآهات من أكبادنا الحرى السقيمة
ونصوغ الحزن لحنا في حنايانا الرحيمة
هدت الأيام منا قوة كانت سليمة
صارت الأكباد منا في الهوى صرعى كليمة
ندفع اليأس بصبر والليالي لن تديمه
وأغانينا تلاشت بعد أن كانت رخيمه
أصبح الحب لدينا قصة الشوق القديمة
وقلوب العاشقين اليوم بالشكوى عليمة