لملم كل اوراقة الخاصة فى حقيبة صغيرة وجاء بحقيبة اكبر ووضع فيها كل ملابسة وادواتة
نظر اللى عصفور الكناريا المحبوس فى قفصة والذى اشتراة لها يوم عيد الحب
منذ رحيلها وهوة رافض الغناء
منذ رحيلها كلما اتى الية بالطعام او الشراب ادار لة ظهرة معلنا عن حزنة لفراق صاحبتة
قال للعصفور : لاتحزن .. سأخدك معى اينما ارحل
قرر الرحيل بعد تفكير عميق ..مند ايام وهو جالسا مع نفسة يراجع حساباتة مع حبيبتة
ليأخذ القرار السليم فى الوقت السليم ... متى عرفها ؟ كم من السنين قضاها معها ؟ كم من
الذكريات جمعتهما سويا .. ماذا كسب وماذا خسر فى معارك الحب بينة وبينها
اتعبتة الحسابات فهى طويلة جدا بحلوها ومرها
لكنها فى النهاية كانت لصالحها ..
ادرك فى النهاية ان عقلة لن يوصلة لنتيجة ما
فما يحركة حينما يفكر فيها او فى قرار بشانها هو قلبة
فكيف يكون الكم لصالحة وهو يدرك تماما ان قلبة قد امتلكتة تلك المرأة
واصبح قلبها
يفكر فيها ويعيش بنبضها ويمتثل لاؤامرها فقط
ولكنة يتنظرها منذ شهور ان تتصل بة وتعلن عودتها لة ولكنها تأخرت كثيرا
فأدرك انها لم تعد تحبة ولم تعد تعشقة بل ربما اخرجتة تماما من حياتها للأبد
الهاتف لايدق وقلبة اوشك ان يموت من طيلة الانتظار
احس انها النهاية التى اختارها لة القدر
ولا بد ان يحزم امتعتة ويرحل بعيدا بحثا عن النسيان
فلن تعود الية حبيتة ولن تعود الية فرحتة ولن يدق قلبة من جديد
بدت خطواتة ثقيلة نحو الباب وقدماة لاتكاد ان تحملة الية
فقد كان حزينا ومكتئيا من طيلة الانتظار
لكن لابد ان يرحل ويترك لها الدنيا كلها
لابد ان يرحل ويبحث عن مكان يستطيع فية ان ينساها وينسى كل ذكرياتة معها
تقدم نحو الباب ببطء وهو يودع بعينة المكان الذى شهد حبهما
وقبل ان يصل قدمية الى الباب سمع نفير سيارة اتية من بعيد
ترك الباب واطل من الشرفة .. رأى السيارة اتية
وتهادت فى السير حتى وقفت امام الباب
دق قلبة وهو يراها بلحمها وشحمها تترجل من السيارة وتتجة نحو الباب
كاد ان يلقى بنفسة من الشرفة من شدة فرحتة بعودتها
جرى ناحية السلم لاستقبالها
التقيا عند الدور الرابع للمنزل ..اقترب منها كثيرا والتقت عيونهما
كان دائما يعرف كل منهما كيف يكلم الاخر بلغة العيون
فهم من عيونها كل شىء .. نظر اليها صامتا وراى دمعة ترقرق فى مقلتيها
كاد ان تتكلم لتخبرة عن اسباب غيابها عنة تلك الايام الطويلة
ولكنة مد كفة الايمن ووضعة على فمها وكفة الاخر مسح الدمعة التى كادت ان تفر منها
وهمس لها
لاتقولى شيئا حبيبتى الغالية
يكفينى انك عدتى الى فقد كنت اموت شوقا اليكى
لف ذراعة فوق كتفها وضمها برفق وصعدا الى باب الشقة
كان الباب مازال مفتوحا
زغرط عصفور الكناريا فرحا بعودة الحبيبن الى عشهما الجميل
موضوع: زغرط عصفور الكاناريا 
