بسم الله الرحمن الرحيم
رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
مَنْ قالهاَ حِينَ يُمْسِي كان حقا على الله ان يرضيه بالجنة – صحيح مسلم
رب زدني علما
رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه
وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين
عودة الى قصة يوسف عليه السلام
حيث طلب يوسف عليه السلام من اخوته ان يحضروا له اخا لهم من ابيهم
وذلك الاخ كان بنيامين
حيث قال سبحانه وتعالى في سورة يوسف وقوله الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ
سورة يوسف - سورة 12 - آية 58-59
تفسير ابن كثير
فإنه بلغهم ( اي اخوة يوسف عليه السلام ) أن عزيز مصر يعطي الناس الطعام بثمنه، فأخذوا معهم بضاعة يعتاضون بها طعاما،
وركبوا عشرة نفر، واحتبس يعقوب، عليه السلام، عنده بنيامين شقيق يوسف، عليهما السلام،
وكان أحب ولده إليه بعد يوسف
فذكر السدي وغيره: أنه شرع يخاطبهم، فقال لهم كالمنكر عليهم: ما أقدمكم بلادي؟ قالوا: أيها العزيز، إنا قدمنا للميرة. قال: فلعلكم عيون؟ قالوا: معاذ الله. قال: فمن أين أنتم؟ قالوا: من بلاد كنعان، وأبونا يعقوب نبي الله. قال: وله أولاد غيركم؟ قالوا: نعم، كنا اثني عشر، فذهب أصغرنا، هلك في البَرِيَّة، وكان أحبنا إلى أبيه،
وبقي شقيقه فاحتبسه أبوه ليتسلى به عنه. فأمر بإنـزالهم وإكرامهم.
( وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ ) أي: وَفَّاهم كيلهم، وحمل لهم أحمالهم قال:
ائتوني بأخيكم هذا الذي ذكرتم، لأعلم صدقكم فيما ذكرتم،
( أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنـزلِينَ ) يرغبهم في الرجوع إليه، ثم رَهَّبَهم فقال: ( فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ ) أي: إن لم تقدموا به معكم في المرة الثانية، فليس لكم عندي ميرة، ( وَلا تَقْرَبُونِ * قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ) أي: سنحرص على مجيئه إليك بكل ممكن ولا نبقي مجهودا لتعلم صدقنا فيما قلناه
<BLOCKQUOTE>
اذا دبر يوسف عليه السلام الامر واجبر اخوته بالعودة الى فلسطين كي يأتوا بالاخ الصغير بنيامين
ثم طلب منهم رهينة كما بينا سابقا فتركوا اخاه شمعون عنده في مصر
ثم عاد اخوة يوسف الى فلسطين وبعد جهد كبير اقنعوا اباهم يعقوب عليه السلام ان يسمح لبنيامين بالذهاب معهم الى مصر
حيث يوجد يوسف عليه السلام
عندما رجع اخوة يوسف ومعهم بنيامين الى مصر واجتمعوا مع يوسف عليه السلام
التقى يوسف عليه السلام بالاخوة ومعهم بنيامين ودبر الامر كي يكون في خلوة مع اخيه
فامر ان يكون لكل اثنين غرفة يقيم فيها وبقي بنيامين لوحده في غرفته , فدخل عليه يوسف عليه السلام على انفراد وعرفهه بنفسه وبشره بالخير واعلمه كيف سوف يكيد ويضع السقاية في متاعه حتى يبقيه عنده في مصر
حيث قال سبحانه وتعالى في سورة يوسف وقوله الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ
قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ
ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ
سورة يوسف - سورة 12 - آية 69-70
تفسير ابن كثير
يخبر تعالى عن إخوة يوسف لما قدموا على يوسف ومعهم أخوه شقيقه بنيامين، فأدخلهم دار كرامته ومنـزل ضيافته، وأفاض عليهم الصلة والإلطاف والإحسان، واختلى بأخيه فأطلعه على شأنه، وما جرى له، وعَرّفه أنه أخوه , لما جهزهم وحَمَّل لهم أبعرتهم طعاما، أمر بعض فتيانه أن يضع "السقاية"، وهي: إناء من فضة في قول الأكثرين. فوضعها في متاع بنيامين من حيث لا يشعر أحد، ثم نادى مناد بينهم:
( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ )
فمضى يوسف عليه السلام بالخطة واستخرج السقاية من متاع اخيه بنيامين
وبذلك التدبير وبارادة المولى عز وجل بقي بنيامين مع يوسف عليه السلام
حيث قال سبحانه وتعالى في سورة يوسف وقوله الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ
ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ
كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ
نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
سورة يوسف - سورة 12 - آية 76
</BLOCKQUOTE>
تفسير ابن كثير
كانت شريعة إبراهيم: أن السارق يدفع إلى المسروق منه. وهذا هو الذي أراد يوسف، عليه السلام؛ ولهذا بدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه،
أي فتشها قبله، تورية،
( ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ )
فأخذه منهم بحكم اعترافهم والتزامهم وإلزاما لهم بما يعتقدونه؛ ولهذا قال تعالى:
( كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ )
وهذا من الكيد المحبوب المراد الذي يحبه الله ويرضاه، لما فيه من الحكمة والمصلحة المطلوبة.
فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه إنما بدأ يوسف برحالهم لنفي التهمة والريبة من قلوبهم إن بدا بوعاء أخيه. ثم استخرجها من وعاء أخيه يعني بنيامين، أي استخرج السقاية أو الصواع عند من يؤنث، وقال: ( ولمن جاء به) فذكر، فلما رأى ذلك إخوته نكسوا رؤوسهم، وظنوا الظنون كلها، وأقبلوا عليه وقالوا ويلك يا بنيامين! ما رأينا كاليوم قط، ولدت أمك ( راحيل) أخوين لصين!
قال لهم أخوهم: والله ما سرقته، ولا علم بمن وضعه في متاعي
<BLOCKQUOTE>
وهكذا بقي بنيامين عند يوسف عليه السلام في مصر
وكان ثالث من غاب عن عائلة يعقوب عليه السلام
</BLOCKQUOTE>